سورة الحج - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحج)


        


{يَأَيُّهَا النَّاسُ} نداء علامة، {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا} [البقرة: 104] نداء كرامة، وبكلِّ واحدٍ من القسمين يفتتح الحقُّ خطابه في السُّوَر، وذلك لانقسام خطابه إلى صفة التحذير مرةً، وصفة التبصير أخرى.
والتقوى هي التحرز والاتقاء وتجنب المحظورات. وتجنب المحظورات فَرْضٌ، وتجنب الفضلات والشواغل- وإن كان من جملة المباحات- نَفْلٌ، فثوابُ الأول أكثر ولكنه مؤجَّل، وثوابُ النَّفْلِ أقلُّ ولكنه مُعَجَّل.
ويقال خوَّفهم بقوله: {اتَّقُوا} ثم سكَّن ما بهم من الخوف بقوله: {رَبَّكُمْ} فإنَّ سماعَ الربوبية يوجب الاستدامة وجميل الكفاية.
قوله: {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَئ عَظِيمٌ}: وتسمية المعدوم شيئاً توَسُّعٌ، بدليل أنه ليس في العدم زلزلة بالاتفاق وإن كان مُطْلَقُ اللفظِ يقتضيه، وكذلك القول في تسميته شيئاً هو توسُّع.


لكلٍ ذل اليومَ شُغْلٌ يستوفيه ويستغرقه، وترى الناس سكارى أي من هَوْلِ ذلك اليوم عقولهم ذاهبة، والأحوال في القيامة وأهوالها غالبة. وكأنهم سكارى وما هم في الحقيقة بسكارى، ولكن عذاب الله شديد، ولشِدَّتِه يحيرهم ولا يبقيهم على أحوالهم وهم يتفقون في تشابههم بأنهم سُكَارَى، ولكنَّ موجِبَ ذلك يختلف؛ فمنهم مَنْ سُكْرُه لِمَا يُصِيبه من الأهوال، ومنهم من سُكْرُه لاستهلاكه في عين الوصال.
كذلك فَسُكْرُهم اليومَ مختلفٌ؛ فمنهم من سكره سكر الشراب، ومنهم من سكره سكر المحاب. وشتَّان بين سُكْرٍ وسُكْر؛ سُكْرٌ هو سُكْرُ أهلِ الغفلة، وسُكْرٌ هو سُكْرُ أهل الوصلة.


المجادلة لله- مع أعداء الحق وجاحدي الدِّين- من موجبات القربة، والمجادلة في الله- والمماراة مع أوليائه، والإصرارُ على الباطل بعد ظهور الدلائل من أمارات الشقوة، وما كان لوساوس الشيطان ونزعاته فقصاراه النار.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8